Le secrétaire général du ministère de l'enseignement supérieur et de la recherche scientifique rencontre le vice-ministre de l'enseignement supérieur de Russie
شارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي معالي الدكتور يعقوب ولد أمين، يوم السبت الماضي، 17 أغشت 2024، قي فعاليات المؤتمر الثالث لقمة الجنوب الشامل، التي التأمين في نيو دلهي، عاصمة الهند، عبر تقنية الفيزيوكونفرانس.
وألقى الوزير بهذه المناسبة خطابا هاما حول تجربة موريتانيا في مجالات التعليم والتكوين، مبرزا الاهتمام الخاص الذي يوليه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للنهوض بالمدرسة الموريتانية والرفع من مستوى أدائها وجودة مخرجاتها.
نص خطاب معالي الوزير :
"أصحاب المعالي،
أيها السيدات والسادة الزملاء الأعزاء،
أيها المشاركون الكرام،
إنه لشرف عظيم لي أن أخاطبكم اليوم كوزير للتعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لأشارككم الحديث في موضوع التعليم و آفاق تطويره في فضائنا الجنوبي الشامل.
أيها السادة والسيدات،
من المعلوم أن التعليم يمثل محوراً لجميع الأهداف الإنمائية والتنمية المستدامة. فهو يزود الأفراد بالمعرفة والمهارات، ويعزز الابتكار لمواجهة التحديات العالمية. ومن المعلوم أنه من خلال بناء نظم تعليمية مرنة شاملة ومواكبة للتكنولوجيا نعزز النمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي و الإستدامة البيئية و نفتح آفاق وظيفية مناسبة ومساعدة في الحد من البطالة والفقر.
إن بلدنا يمر بنقطة تحول حاسمة في تاريخه التعليمي. فمنذ التعداد العام لعام 2000، تضاعف عدد السكان تقريبا، مما أدى إلى زيادة الطلب على التعليم وزيادة الضغط على نظامنا التعليمي. وقد جعل هذا السياق الديموغرافي من الضروري مراجعة سياساتنا التعليمية وتحسينها. وهذا ما حدا بحكومة بلادنا إلى إصدار قانون توجيه للنظام التعليمي في عام 2022، الذي كان نتيجة لمشاورات واسعة النطاق، تهدف إلى إصلاح شامل لنظام التعليم الوطني، ويجعل من المدرسة الجمهورية وسيلة للاندماج الاجتماعي والأصالة والتقدم، تضمن المساواة في الولوج إلى تعليم جيد في جميع مستويات النظام التعليمي.
أيها السادة والسيدات،
لا يمكن إنكار أن النتائج التعليمية في موريتانيا تأثرت بشدة بالتحديات الهيكلية والمؤسسية. ويضاف إلى تلك التحديات الداخلية تداعيات جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى تفاقم أزمة التعلم ليس في بلادنا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. وقد أدى إغلاق المدارس لفترات طويلة والمحاولات غير الفعالة، في كثير من الأحيان، للتعليم عن بعد، إلى تفاقم الفقر التعليمي. وهكذا يجد اليوم ما يقارب 7 من كل 10 أطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بما في ذلك موريتانيا، أنفسهم في فقر تعليمي، مما يشكل عقبة كبيرة أمام مستقبلهم وتنمية بلدنا.
ولمواجهة هذه التحديات، يرى صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ضرورة النهوض بنظامنا التعليمي بحلول عام 2030، استنادا إلى خمس رافعات استراتيجية ستوجه هذا التحول:
1. ترقية مدرسة شاملة وعادلة وآمنة وسليمة: يولي صاحب الفخامة أهمية قصوى لخلق بيئة مدرسية تمكن كل طفل، دون تمييز، أن يتعلم وينمو. ويشمل ذلك معالجة التحديات المتعلقة بالحالة الاجتماعية للأطفال، ومكافحة الزواج المبكر وعمالة الأطفال، فضلا عن تحسين البنية التحتية للمدارس لجعلها في متناول الجميع.
2. تطوير التعلم والمهارات الحياتية: يرى صاحب الفخامة أنه على التعليم أن يعد الأطفال، ليس فقط للنجاح أكاديميا، بل أيضا ليكونوا مواطنين مسؤولين وفاعلين. ونحن ملتزمون بترقية المهارات اللازمة للتوظيف، والاستثمار في التكوين المهني والتعليم العالي، وتوفير التعليم الذي يعد شبابنا لمواجهة تحديات التنمية المستدامة.
3. دعم إعادة تأهيل المدرسين وترقية مهنة التدريس: المدرسون هم قلب نظامنا التعليمي، ويدرك صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أهمية تحسين ظروف معيشتهم وعملهم، وتعزيز تكوينهم المستمر حتى يتمكنوا من تقديم الأفضل لتلاميذنا.
4. ترقية التعلم الرقمي: في عالم يتواصل بشكل متزايد، أصبح من الضروري إعداد شبابنا للخوض في العصر الرقمي. يقترح صاحب الفخامة في هذا الصدد توسيع نطاق التواصل في مدارسنا ودمج التقنيات الرقمية في التدريس، لتوفير فرص تعليمية أوسع وأكثر تنوعا.
5. زيادة تمويل التعليم: يتطلب تحول نظامنا التعليمي موارد كافية. لذا، فإن فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عازم على الاستغلال الأمثل لمواردنا المالية وجذب الاستثمارات لضمان جودة التعليم للجميع.
أيها السادة والسيدات،
تنعقد القمة الثالثة لصوت الجنوب الشامل، التي تستضيفها الهند، في سياق عالمي تواجه فيه البلدان النامية تحديات متعددة ومترابطة. وقد أدت التوترات الاقتصادية والصراعات وتأثيرات تغير المناخ، إضافة إلى الآثار المتبقية للوباء، إلى قلب النظام العالمي رأسا على عقب وسلطت الضوء على نقاط الضعف لدى دول الجنوب العالمي.
وفي هذا الإطار، توفر هذه القمة منبرا أساسيا، ليس فقط لتمكين الجنوب الشتامل من إسماع صوته فحسب، بل أيضا ليقترح حلولا تتناسب مع واقعنا.
إن البلدان النامية، والتي تواجه واقعا فريدا من نوعه، لديها توجه حاسم للمساهمة في البحث عن حلول مستدامة. وموضوع هذه القمة، "جنوب شامل متحرر من أجل مستقبل مستدام"، ينسجم بشكل تام مع تطلعات موريتانيا. ونحن على قناعة بأنه، من خلال التعاون وتبادل الأفكار والتضامن، سنتمكن من التغلب على التحديات التي تواجهنا، عبر طرح الحلول التي تنبثق من واقعنا المحلي.
وعليه، فإن بلادي ترحب بمبادرة الهند في تنظيم هذا الحدث، الذي يوفر فرصة قيمة للتفكير معا في الاستراتيجيات المشتركة من أجل مستقبل أفضل.
وأؤكد أن موريتانيا، تحت القيادة النيرة لصاحب الفخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عازمة على الاضطلاع بدور نشط في النقشات الحالية والمساهمة في بناء عالم أكثر إنصافا واستدامة؛ عالم لا يكون فيه الجنوب الشامل مجرد مشارك، بل أيضا الفاعل الرئيسي للتغيير.
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."